يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (١١١) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (١١٢))
الإعراب :
(أُخْرِجَتْ) جملة فعلية في موضع جر ؛ لأنها صفة لأمة. (لِلنَّاسِ) جار ومجرور في موضع نصب ، ويتعلق إما ب (أُخْرِجَتْ) أو ب (خَيْرَ) وقوله : (تَأْمُرُونَ ..) كلام مستأنف أبان به كونهم خير أمة.
(إِلَّا أَذىً) منصوب ؛ لأنه استثناء منقطع ، وكذلك قوله (إِلَّا بِحَبْلٍ) أي ولكن قد يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس ، فيأمنون على أنفسهم وأموالهم.
والجملتان وهما (مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ) و (لَنْ يَضُرُّوكُمْ) واردتان على طريق الاستطراد ، بمناسبة الكلام عن أهل الكتاب.
البلاغة :
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) استعارة تبعية حيث شبه الذل بالخباء المضروب على أصحابه ، ثم حذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو الضرب.
(وَباؤُ بِغَضَبٍ) نكّر كلمة الغضب للتفخيم والتهويل.
(ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) تساءل الزمخشري قائلا : هلا جزم المعطوف في قوله : (ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)؟ ثم أجاب بقوله : عدل به عن حكم الجزاء إلى حكم الإخبار ابتداء ، كأنه قيل : ثم أخبركم أنهم لا ينصرون ، أي لا يكون لهم نصر من أحد ، ولا يمنعون منكم. والفرق بين الجزم والرفع : أنه لو جزم لكان نفي النصر مقيدا بمقاتلتهم كتولية الأدبار ، وحين رفع كان نفي النصر وعدا مطلقا (الكشاف : ١ / ٣٤٢).
المفردات اللغوية :
(كُنْتُمْ) أي وجدتم وخلقتم خير أمة ، أي في الماضي ، وقد تستعمل للأزلية والدوام كما في