صفاته تعالى مثل : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً). (أُخْرِجَتْ) أي أظهرت. (أَذىً) أي ضررا يسيرا كالسب باللسان والوعيد. (يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ) كناية عن الانهزام أي يكونوا منهزمين (ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) وعد مطلق من الله للمسلمين في الماضي ، كأنه قال : ثم شأنهم وقصتهم أنهم بعد التولي مخذولون غير منصورين ، لا تنهض لهم قوة بعدها ، ولا يستقيم لهم أمر ، وكان ذلك كما أخبر في هزيمة طوائف اليهود في المدينة وهم «بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع» ويهود خيبر. والتراخي في (ثُمَ) هو في المرتبة.
(الذِّلَّةُ) الذل الذي يحدث في النفوس من فقد السلطة ، وضربها عليهم : إلصاقها بهم وظهور أثرها فيهم ، كضرب السكة بما ينقض فيها. (ثُقِفُوا) حيثما وجدوا. (بِحَبْلِ) أي عهد ، وهو تأمينهم وعهد المؤمنين إليهم بالأمان على أداء الجزية ، أي لا عصمة لهم غير ذلك ، وتظل صفة الذل بهم ، سواء كانوا حربا أو أهل ذمة.
(وَباؤُ) رجعوا ، من البوء وهو المكان أي حلوا فيه (يَعْتَدُونَ) يتجاوزون الحد.
سبب النزول :
نزول الآية (١١٠):
قال عكرمة ومقاتل : نزلت في ابن مسعود وأبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديين قالا لهم : إن ديننا خير مما تدعونا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
نزول الآية (١١١):
قال مقاتل : إن رؤوس اليهود : وهم كعب ويحرى والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنهم : عبد الله بن سلام وأصحابه ، فآذوهم لإسلامهم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
المناسبة :
هذه الآيات تثبيت للمؤمنين على ما هم عليه من الاعتصام بالله والاتفاق على