وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦) لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (١٢٨) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢٩))
الإعراب :
(وَإِذْ غَدَوْتَ) إذ متعلق بفعل مقدر ، تقديره : واذكر إذ غدوت. (إِذْ هَمَّتْ) متعلق بعليم من الآية السابقة ، أي : يعلم إذ همت. (إِذْ تَقُولُ) إما متعلق بقوله : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) أو بدل من (إِذْ هَمَّتْ) ولا يجوز أن يبدل من : نصركم لأن النصر كان يوم بدر ، وإذ همت كان يوم أحد ، أو متعلق بفعل مقدر تقديره : اذكروا.
(أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ) أن وما بعدها في تقدير المصدر فاعل يكفيكم أي إمداد ربكم. (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) الهاء في (بِهِ) فيها خمسة أوجه : إما أن تعود على الإمداد ، أو على المدد ، أو على التسويم من (مُسَوِّمِينَ) أو على الإنزال من (مُنْزَلِينَ) أو على العدد الذي دل عليه : خمسة آلاف وثلاثة آلاف. ولام (لِتَطْمَئِنَ) : لام كي ، والفعل منصوب بها بتقدير : أن. (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) اللام إما متعلق بفعل دل عليه الكلام ، تقديره : ليقطع طرفا : نصركم ، أو متعلق بيمددكم ، أو متعلق بقوله : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) على نية التقديم ، وقوله : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) وما بعده اعتراض.
(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) إما بمعنى «إلا أن يتوب» وإما عطف على قوله (لِيَقْطَعَ) وتقديره : ليقطع طرفا من الذين كفروا ، أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم.
البلاغة :
(إِذْ تَقُولُ) أتى بالمضارع لحكاية الماضي بطريق استحضار الصورة في الذهن.
(أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ) الإتيان بصفة الربوبية وإسنادها للمخاطبين لإظهار كمال العناية بهم.
(يَغْفِرُ) و (يُعَذِّبُ) بينهما طباق.