الْمُضْعِفُونَ) [الرّوم ٣٠ / ٣٩] ، وقوله : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) [البقرة ٢ / ٢٧٦].
الثاني ـ أنّ الإنفاق في مختلف الأحوال يسرا وعسرا وغيرهما أدلّ على التّقوى ، وأعون على سدّ الحاجات المتكررة ، بنحو تدريجي بطيء ، فلا يكون فيه إرهاق على المنفق ، ولا إهمال للمحتاج حتى يصير في أدنى درجات الحاجة ، والحكمة تقول : «أعط القليل فالحرمان أقل منه». وحبّ الخير وتذكّر الآخرة هو الذي يحرّك في الإنسان عاطفة الرّحمة ، وداعية البذل لإنفاق القليل الدائم ، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع ، والقليل إذا اجتمع من الأفراد والجماعات صار كثيرا محققا للمطلوب ، لذا قال الله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ، لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها ، سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) [الطلاق ٦٥ / ٧].
٢ ـ والكاظمين الغيظ أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموا ، فلم يعملوه مع القدرة على إمضائه وإنفاذه ، لا عن ضعف وعجز ، قال عليه الصّلاة والسّلام : «ليس الشديد بالصّرعة ، لكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (١). وروى أحمد أيضا أن حارثة بن قدامة السعدي قال : يا رسول الله ، أوصني ، قال : «لا تغضب».
وطريق علاج الغضب ما رواه أحمد وأبو داود عن عطية بن سعد السعدي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ». وروى عبد الرّزاق عن أبي هريرة أن النّبيصلىاللهعليهوسلم قال : «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ، ملأ الله جوفه أمنا وإيمانا».
__________________
(١) رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضياللهعنه.