البلاغة :
(وَلِيَعْلَمَ اللهُ) التفات من الحاضر في كلمة (نُداوِلُها) إلى الغيبة ، لتعظيم شأن الجهاد في سبيل الله.
المفردات اللغوية :
(قَدْ خَلَتْ) مضت (سُنَنٌ) طرائق في الكفار بإمهالهم ثم أخذهم ، واحدها سنة : وهي الطريقة المعتبرة والسّيرة المتّبعة. (وَهُدىً) من الضلالة أي تبصير وإرشاد إلى طريق الدّين القويم. (وَمَوْعِظَةٌ) ما يلين القلب ويدعو إلى التّمسك بالطاعة. (وَلا تَهِنُوا) تضعفوا عن قتال الكفار ، من الوهن : الضعف في العمل وفي الرّأي وفي الأمر. (وَلاتَحْزَنُوا) على ما أصابكم بأحد أو غيرها من المعارك من الهزيمة. والحزن : ألم يعرض للنّفس من فقد ما تحبّ. (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) بالغلبة عليهم. (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) حقّا.
(قَرْحٌ) جهد من جرح بسلاح ونحوه. (الْأَيَّامُ) المراد هنا أزمنة الفوز والظّفر ، واحدها يوم : وهو الزمن المعروف من الليل والنهار. (نُداوِلُها) نصرّفها بين النّاس ، يوما لهؤلاء ويوما لآخرين ، ليتّعظوا ، كما وقع في يومي بدر وأحد.
(وَلِيَعْلَمَ اللهُ) أي ليظهر الله علمه. (الَّذِينَ آمَنُوا) أخلصوا في إيمانهم من غيرهم. (شُهَداءَ) واحدهم شهيد : وهو قتيل المعركة. (وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) أي يعاقب الكافرين ، وأما ما ينعم به عليهم فهو استدراج.
(وَلِيُمَحِّصَ) يطهرهم من الذّنوب ويخلّصهم من العيوب بما يصيبهم. (وَيَمْحَقَ) يهلك وينقص.
سبب النزول :
نزول الآية (١٣٩):
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا) : قال ابن عباس : انهزم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد ، فبينما هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل المشركين يريد أن يعلو عليهم الجبل ، فقال النّبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهم لا يعلونّ علينا ، اللهم لا قوّة لنا إلا بك ، اللهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النّفر» فأنزل الله تعالى هذه