تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) ١٢٣.
ذلك هو الهتاف الأخير ببني إسرائيل بعد طويل المجابهة في الحجاج على طول اللجاج ، وهم على أبواب الإهمال والإغفال والتدجيل والإدغال ، متورطين في التجرد النهائي عن شرف الأمانة العظمى بالنسبة للرسالة الأخيرة الكبرى.
يذكّرهم هنا مرة أخرى ب (نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) بشرف الرسالات والكتابات الإسرائيلية.
ثم ويحذّرهم (يَوْماً لا تَجْزِي) وتكفي (نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) على الإطلاق في نفس او شيء سواها.
(وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ) بديل (وَلا شَفاعَةٌ) ككفيل (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) بعد هذا المثلث السليب بايّ من الأساليب ، فلا كافى ولا عدل ولا شفاعة ولا نصرة ، إلا كفاية الإيمان ، وعدل عمل الإيمان ، وشفاعة الصالحات إيمانا وعملا ، ونصرة الله ـ إذا ـ فيما يتبقّى من لمم وعصيانات.
(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (١٢٣) وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (١٢٤)