البحث
البحث في الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة
واهتداء كما قال الله (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ).
وقد تحمل «لأتم وتهتدون» بشارة لفتح مكة كما تحملها آية الفتح : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ...).
ومن أهم النعم التامة الاعتصام بحبل الله جميعا : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً).
ثم ومن أهمها في مظاهر العبودية الاتجاه الى قبلة واحدة هي أوّل بيت وضع للناس ، مثابة وأمنا وهدى وقياما (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ ...).
كلام فيه ختام حول القبلة
القبلة هي هيئة خاصة للمقابلة ، فهي تعم المستقبل اليه ، فان لكلّ هيئة خاصة للمقابلة ، فشطر المسجد الحرام نص أم ظاهر كالنص في أن قبلة النائي عن مكة المعظمة هي ناحية المسجد الحرام (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) تحلق على ذلك الاستقبال أولا لسكنة المعمورة كلها ، ثم سكان سائر المعمورات ، إلّا ان شطر المسجد الحرام لهم هو الكرة الأرضية ككل ، ولا يخص شطره ، الناحية القاطعة له إلى الكعبة المباركة ـ فقط ـ سطح الأرضية ، بل شطره في العمود الذي يربط الكون كله بسماواته وأرضيه ، كما الكعبة المباركة ممتدة من ناحيتها فوق وتحت الى أعماق السماوات.
ثم الداخل في مكة المكرمة ، هل يستقبل ـ كما الخارج ـ شطر المسجد الحرام أم عينه؟ طبعا عينه ما أمكن حيث الشطر قبلة النائين كضابطة ، وإلّا