واهتداء كما قال الله (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ).
وقد تحمل «لأتم وتهتدون» بشارة لفتح مكة كما تحملها آية الفتح : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ...).
ومن أهم النعم التامة الاعتصام بحبل الله جميعا : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً).
ثم ومن أهمها في مظاهر العبودية الاتجاه الى قبلة واحدة هي أوّل بيت وضع للناس ، مثابة وأمنا وهدى وقياما (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ ...).
كلام فيه ختام حول القبلة
القبلة هي هيئة خاصة للمقابلة ، فهي تعم المستقبل اليه ، فان لكلّ هيئة خاصة للمقابلة ، فشطر المسجد الحرام نص أم ظاهر كالنص في أن قبلة النائي عن مكة المعظمة هي ناحية المسجد الحرام (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) تحلق على ذلك الاستقبال أولا لسكنة المعمورة كلها ، ثم سكان سائر المعمورات ، إلّا ان شطر المسجد الحرام لهم هو الكرة الأرضية ككل ، ولا يخص شطره ، الناحية القاطعة له إلى الكعبة المباركة ـ فقط ـ سطح الأرضية ، بل شطره في العمود الذي يربط الكون كله بسماواته وأرضيه ، كما الكعبة المباركة ممتدة من ناحيتها فوق وتحت الى أعماق السماوات.
ثم الداخل في مكة المكرمة ، هل يستقبل ـ كما الخارج ـ شطر المسجد الحرام أم عينه؟ طبعا عينه ما أمكن حيث الشطر قبلة النائين كضابطة ، وإلّا