لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٦٤) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (١٦٥) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (١٦٦) وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ (١٦٧))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (١٥٣).
الصبر كاستقامة سلبية حفاظا على كيان الإيمان هو الناحية السلبية من كلمة التوحيد ، كما الصلاة قوامة إيجابية ـ تداوم التكامل لحاصل الإيمان ـ هو الناحية الإيجابية لكلمة التوحيد ، فالصبر ككلّ يعني الشطر الأوّل لهذه الكلمة ، والصلاة ككل للشطر الثاني ، و (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) تأكيد للمرحلة الأولى فإنها أهم من الثانية ، وهذه المعية الربانية للصابرين كافلة لصالح المرحلتين. هنا ترجّح ميزانية الصبر حيث المسرح يستقبل حكم الجهاد بملاقات الأهوال ومقارعة الأبطال فالاهتمام بالصبر فيه أهم ، وهناك في أخرى (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (٧ : ٤٥) ترجّح ميزانية الصلاة لأنها كأصل وضابطة خير موضوع وهي عمود الدين ، ونظرا إلى احتمال ثان «إنها» تعني الاستعانة بكلا الصبر والصلاة ، فهما ـ إذا ـ ردف بعض ولصق بعض في حظيرة الإيمان ، مهما