اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) ١٦٧.
أتراهم ليس لهم ان يتبرأوا منهم هناك كما تبرأوا منهم حتى هم ناظرون (لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً ...)؟ نعم! ولكن لا يفيدهم ـ فقط ـ التبرؤ منهم هناك ، وإنما هو التبرّؤ في حياة التكليف : (رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ...).
«كذلك» البعيد المدى ، العميقة الأسى (يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) رؤية لملكوت أعمالهم ، التي هي جزاءهم يوم الحساب ف (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : ـ (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ...).
(وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) ما دامت النار ، وأما إذ لا نار ولا أهل نار ، فما هو ـ إذا ـ بخروج عن النار ، وإنما خروج عن الحياة بخروج النار عن حياتها! ، فلا تدل ـ إذا ـ على البقاء اللّامحدود في النار ، وإنما الخلود الأبدي فيها ، انهم في النار ما دامت النار.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨) إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (١٦٩) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ