فقد «عمدوا إلى التوراة فحرفوا صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فيما حرّفوا ـ ليرفعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود» (١).
وترى ما هو موقف «بأيديهم» ولم يك يكتب الكتاب إلّا بأيديهم ، ثم إذا كتب بإملاء أم آلات كاتبة أخرى ، فهلّا يندد به إن كان تحريفا وتجديفا.
قد تعني «بأيديهم» كافة القوات والآلات الكاتبة ، لا ـ فقط ـ الأيدي الجارحة ، فلكي يحلّق النهي على كافة المحاولات في تحريف الكتاب ، فالأصلح الأصرح الأكفى هو (يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) حتى تجتث كافة المحاولات بأية قدرة من القدرات لتحريف الكتاب ، تلزيقا له بوحي الكتاب ، وتعليقا على كتاب الوحي كأنه هو من الوحي.
ثم لمحة أخرى في «بأيديهم» أن كتب الكتاب لم يكن بأيد ربانية ككتاب الوحي ، أم نقلا واستنساخا لكتاب الوحي ، بل بأيدي أنفسهم ، بنفسياتهم وهوساتهم ، أيا كانت تلك الأيدي بقواتها ، سواء في ذلك الكتابات الخطية إملائية وسواها ، أم الكتابات الصوتية أو الصورية ، أم كتابات عملية أنهم يعملون أعمالهم الشهوانية ، متظاهرين أنها ربانية ، ف «الكتاب» قد يشمل كتب التقرير والعمل والبيان أيا كان ، كما الأيدي تشمل كافة القوات الكاتبة بآلاتها متصلة ومنفصلة.
(وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) ٨٠.
أمنية فارغة خارقة لا تستقيم مع عدل الله ، ولا مع ايّ من الأعراف
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٩٣ في المجمع وقيل كتابتهم بأيديهم انهم عمدوا ... وهو المروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام).