خطيئة ، فكان يأتيها كارها أو مكرها أم غافلا ثم يتوب عنها ، ويلوذ إلى كنف غيرها ، فهو ـ إذا ـ يتخلص عن تبعتها ، وهي إحاطة الخطيئة به ، حيث لم تغلق عليه منافذ التوبة.
فذلك هو التعبير الصحيح الفصيح عن حالة المسيء في هذه السيئة ، كما (وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) تفسرها ، لمحتان اثنتان تخرجان سائر السيآت ـ صغيرة وكبيرة ـ عن هذه السيئة ، التي تخلف إحاطة الخطيئة (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)!
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (٨٣) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤) ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ