بالإسلام او بما هو قرينة لخاصة الإيمان فهو إيمان القلب ثم الجوارح ، واما حين يطلق دون قرين ولا قرينة فهو شامل لمثلث الإيمان ، حيث الجامع بينها الإيمان باللسان ، ومهما غلب «الذين آمنوا» في الذين آمنوا بقلوبهم ـ وهم الذين يتطوعون عمل الإيمان ـ ولكنه يحلّق على كل من أقربا لدعوة الظاهرة.
ثم المماثلة هنا في «كما كتب» لا تعني إلّا المماثلة في أصل الكتابة في مطلق الصيام ام هو القدر المعلوم منها ، حيث النص «كتب كما كتب» لا انه صيام كصيام ، فضلا عن أيامه المعدودات ، فقد تصدق الرواية القائلة باختصاص فرض صيام الإسلام بأمته وكل الرسل قبل رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دون أممهم ، مهما كان لهم صيام بكيفية أخرى وأيام أخر ، و «أولهم آدم (عليه السّلام)» (١).
ف (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) تعم كافة الرسل والمرسل إليهم طول تاريخ الرسالات ، فرضا للصيام عليهم ككل ، مهما اختلفت شكلياته بين الأمم ، واتحدت بين الرسل كما لهذه الأمة المرحومة برسولها : «ثم آثرتنا به على سائر الأمم واصطفيتنا دون أهل الملل ، فصمنا بأمرك نهاره وقمنا بعونك ليله» (٢).
__________________
(١) تفسير الكشاف ١ : ١٦٩ قال علي (عليه السّلام) اوّلهم آدم.
(٢) نور الثقلين ١ : ١٦٣ عن الصحيفة السجادية تعريفا بصوم رمضان ، وفيه عمن لا يحضره الفقيه روى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث النخعي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : إن شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على احد من الأمم قبلنا ، فقلت له فقول الله عزّ وجلّ (.. كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)؟ قال : انما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأمم ففضل الله به هذه الأمة وجعل صيامه فرضا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلى أمته.
وفيه عن الخصال عن علي (عليه السّلام) قال : جاء نفر من اليهود الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله ان قال : لاي شيء فرض الله الصوم على ـ