يخصهم ، أم «تجمع الضلّال والمنافقين وكل من أقربا لدعوة الظاهرة»؟ (١) وصفة الإيمان خاصة بمن دخل الإيمان قلبه : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)! (٤٩ : ١٤).
إنه لواقع الإتّباع فرض المؤمنين خاصة حيث المنافق وسواه ، ممن أقر بالدعوة الظاهرة ، ليس ليتبع امر الله إلّا أحيانا مصلحية الحفاظ على ظاهرة الإسلام ، او نظرة أن يسلم ولمّا.
ثم إنه لعموم التكليف فرض على كل من أقربا لدعوة الظاهرة ، بل ومن لم يقربها ، حيث الكفار ، مكلّفون بالفروع تكليفهم بالأصول ، وخطاب الإيمان ـ إذا ـ ناظر الى مختلف مراحله حيث يعم المسلم الذي لمّا يدخل الإيمان في قلبه ، والمنافق المشرك في باطنه ، وقد سماهم كلهم ربهم بسمة الإيمان : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٢ : ١٠٦) حيث تعم شرك النفاق إلى جانب شرك الرئاء.
ف «آمنوا» هناك كما هنا تشمل كل مراتب الإيمان ، إقرارا باللسان وتصديقا بالجنان وعملا بالأركان ، و «لم تؤمنوا» ردا على مسلمي الأعراب ، سلب لإيمان القلب دون مطلق الإيمان ، فالمؤمن بقلبه يتأثر بخطابه قضية الإيمان ، والمسلم البدائي ولمّا يدخل الإيمان في قلبه يتأثر به حبا للإيمان ومغبة دخوله في قلبه ، والمسلم المنافق يتأثر ظاهريا رغم أنفه بغية التحسب من المسلمين ، وقد يتقدمهم في مظاهر الإيمان تثبيتا لدعواه ، فحين يقرن الإيمان
__________________
ـ (عليه السّلام) في قوله عزّ وجلّ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) قال : هي للمؤمنين خاصة.
(١) المصدر عن المصدر عن جميع بن دراج قال سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن الآية قال فقال : «هذه كلها تجمع ..».