الشريف ، وعلينا قبل قيامه ان نوطئ له ونعبّد الطريق بكلا السلب والإيجاب ، فلقيام المهدي عجل الله تعالى له الفرج وسهل له المخرج ـ شرط سلبي هو امتلاء الأرض ظلما وجورا ، وايجابي هو تبلور الإيمان من مجاهدين مسلمين زمن الغيبة الكبرى كما قبلها ، حتى تعبّد طريق التفجرة العالمية وسط ذلك السلب والإيجاب ، كما وإيجابه له بداية السلب : (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) ونهاية الإيجاب : (وَيَكُونَ الدِّينُ ـ كُلُّهُ ـ لِلَّهِ). فعلى المقاتلين المسلمين تجنيد كافة الطاقات والامكانيات ، كما يجندها الكفار ، حتى ينتهي الأمر أخيرا إلى (لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ).
وقد يعم امر المقاتلة اهل الكتاب المتخلفين المفتتنين وكما في آية التوبة (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) (٣٠).
فهم بإعطاءهم الجزية وهم صاغرون تخمد نائرتهم وتسكن فائرتهم وإن لم يؤمنوا.
ثم المقاتلة لإزالة الفتنة ليست إلّا بعد البيان القاطع القاصع المقنع ، (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٢ : ١٣٧).
فالذين هم في شقاق الافتتان تخمد نائرتهم بإحدى ثلاث : قتلهم أو استسلامهم أو إسلامهم ، وهي حصيلة تلك القتال الإسلامية ، كلّ تلو الأخرى.
أجل وإن الفتنة عن الدين فيما بين المؤمنين او المستضعفين هي اعتداء عارم على أقدس النواميس الانسانية ، جارفة ناموس العقل والعرض والمال