فردية وجماعية ، دنيوية واخروية أمّاهيه من حقول التقوى المفروضة على المؤمنين ، وقد نجدها ككلّ في الأحاديث المستعرضة لحكم الصيام وفوائده وعوائده ف : «صوموا تصحوا» (١) صحة في الأرواح والأبدان ف «لكل شيء زكاة وزكاة الأجساد الصيام» (٢) و «ليجد الغني مضض الجوع فيحنو على الفقير» (٣) و «لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الإمساك عن الشهوات ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل ورائضا لهم على أداء ما كلفهم ودليلا لهم في الآجل ، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على اهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما افترض الله لهم في أموالهم»(٤).
كل هذه بيان لأطراف ل (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) حيث تحلّق على كل ما يجب أن يتقى قضية الإيمان ام هو راجح ، فالصيام كسياج عام على كافة المحاظير الروحية والجسدية دون إبقاء ، وذلك كله إلى جانب كل ما يتكشف على مدار الزمن من آثار صحية للصيام ، ومن ذلك فرض الحمية على قسم من المرضى حيث تنفعهم أكثر من كافة الأدواء.
فالفوائد الصحية هي لزام الصوم شاء ام لم يشاء ، وفائدة التقوى عن المعاصي تحضيرية وباختيار ، لان الصائم أطلق لنفسه وأردع لها من مواقعة
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١٨٢ ـ أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا.
(٢) وسائل الشيعة ٧ : ٣ عن الفقيه عن الصادق (عليه السّلام).
(٣) المصدر عن حمزة بن محمد عن أبي محمد (عليهما السّلام).
(٤) المصدر عن العلل عن الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السّلام) قال : انما أمروا بالصوم ...