الرضّع بل والحيوان (يوئيل ٢ : ١٦ ـ دا ١٠ : ٢ ، ٣) بداية الصوم عندهم إمساكا عن الأكل والشرب كان منذ غروب الشمس الى غروب ثان وذلك هو الصوم الأعظم لكل سنة مرة مرسومة عندهم (اع ٢٧ : ٩) وكانوا يصومون أياما كذكرى لانهدام أورشليم (ار ٣٩ : ٢ و ٥٢ : ١٢ ـ ١٤ زك ٧ : ٣ ـ ٥) وكان الأتقياء منهم يصومون كل أسبوع يومي الثاني والخامس (لو ١٨ : ١٢) ولقد قال المسيح (عليه السّلام) إن تلاميذه سوف يصومون بعده (لو ٥ : ٣٤ و ٣٥) فحياة الحواريين ـ إذا ـ والمؤمنين كانت حياة نكران اللذات والمشتهيات ، والصيامات (٢ قر ١١ : ٢٧) ولقد كان السيد المسيح يصوم ، والحواريون عند اللزوم (مت ٦ : ١٦ ـ ١٨ ـ اع ١٣ : ٣) فالصوم عون للتوبة والقدسية والتقوى (اش ٥٨ : ٤ ـ ٧) ..» (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ذلك هو المذكور في العهدين دون ضمان لصحتها بخصوصياتها ، اللهم إلّا أصلا شاملا هو الصيام المكتوب على اليهود والنصارى بأسباب عدة واجبة او مستحبة وصيغة «الصيام» دون «الصوم» هنا مما تدل على زائد المعنى المرام ، فانها فعال مصدرا للمفاعلة ، وأصلها «الصوام» وصيغتها الأخرى «المصاومة والصوام».
فهي مصاومة بين الصائم وصومه ، فالصائم يكف عن نفسه ما يكف ، ونفس الكف يكفه زائدا عما يكف ، فهو تعبير آخر عن «تتقون» فما حافظت على صيامك يحافظ عليك صيامك.
فالصيام هو قضية الإيمان حيث يخاطب به المؤمنون ، يعم كل حقول الإيمان طول الزمن الرسالي ، ومن قضيته المرموقة العالية هي التقوى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ذلك الاتقاء كخلفية مرجوّة للصيام يعم كل المحاظير روحية وجسدية ،