كما لا أثم عليه إطلاقا (١) فهو مطلق في انطلاقه ونفره أيا من اليومين (٢).
ومن لم يتق ، فعليه إثمه رفثا او فسوقا او جدالا في الحج ، ثم لا خيرة له بين اليومين ، فليحبس يوما ثالثا في منى ، تغربا عن أهل النفر المتقين ، وتقربا إلى الله عما أخطأ ، حيث يظلّ في تلك المزبلة العنفة النتنة يوما زائدا على يومي أهل النفر ، فيرمي الجمرات الثلاث مرة ثالثة علّه يتقي ، إذ لم تكفه تجربة الإحرام ، ومعرفيات عرفات ، وشعور المشعر ، ولا الرميات السبع في كلّ سبعا ، بجمع (٤٩) مرة ، فليزد رميات أخرى هي (٢١) علّه يتقي من ذلك الدرس المرير ، حيث البقاء في ثالث التشريق أمر إمر ، وليس التحلل عنه إلّا (لِمَنِ اتَّقى) فلا ينفر في النفر الأول وهو زوال الثاني عشر ، وانما النفر الثاني وهو نهار الثالث عشر في أية ساعة كان.
ثم التعجل والتأخر هنا لا يختصان حالة حياة الحاج في النفرين ، بل ونفرا عن الحياة ، ف «من مات قبل ان يمضي فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى الكبائر» (٣).
__________________
(١) المصدر عن الفقيه وروي انه يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه ، وروي من وفى وفي الله له ، وفيه عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في الآية : يرجع لا ذنب له ، وفي تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : إن العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لا يخطو خطوة ولا تخطو به راحلته إلّا كتب الله له بها حسنة ومحا عنه سيئة ورفع بها درجة ، فإذا وقف بعرفات فلو كانت ذنوبه عدد الثرى رجع كما ولدته امه ، يقال له : استأنف العمل يقول الله : (فَمَنْ تَعَجَّلَ ...).
(٢) الوسائل ١٠ : ٢٢٣ الفقيه قال وسئل الصادق (عليه السّلام) عن هذه الآية قال : ليبيتنّ هو على أن ذلك واسع إن شاء صنع ذا وإن شاء صنع ذا ، لكنه يرجع مغفورا له لا اثم عليه ولا ذنب له.
(٣) المصدر في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : سأل رجل أبي بعد منصرفه من الموقف فقال : أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبي : ما وقف بهذا الموقف أحد إلّا غفر الله له ، مؤمنا او كافرا إلّا انهم في مغفرتهم على ثلاث منازل ـ الى قوله ـ : منهم من غفر الله له ما تقدم من ـ