الحيوية التي رسم الإسلام السّلم رسمها.
فالإسلام يتطلب من المؤمنين به ككل ان يدخلوا في السلم كافة ، دخولا كافة وسلما كافة وتركا لاتباع خطوات الشيطان كافة ، وحين تكتمل هذه الزوايا الثلاث من مثلث الإسلام السلم وسلم الإسلام فهم ـ إذا ـ في القمة المرموقة من الكمال والقوة والسيادة.
فالمؤمن حين يستجيب ذلك النداء الحبيب الرقيب ، يدخل في عالم كله سلم وسلام وإسلام ، كله ثقة واستقرار ، سلم مع نفسه وسلم مع ربه وسلم مع عباد الله ، وسلم مع الكون كله حيث يسمح به ، فان السلم مع معاند الحق المتطاول على أهل الحق حرب مع الإسلام.
وذلك السلم هو لمحة او لمعة من الإسلام الذي كان يتطلبه النبيون لأنفسهم (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) (٢ : ١٢٨) كما ان رسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اوّل المسلمين : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) (٦ : ١٤) ، (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٠ : ٦٦) ، (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) (٤ : ١٤٥) ، (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) (٣١ : ٢٢).
فهناك ـ في البداية ـ إسلام الإقرار باللسان ، ثم الإيمان وهو التصديق بالجنان وعمل بالأركان ، ثم إسلام السرّ والعلن لله دخولا في السلم كافة وتركا لاتباع خطوات الشيطان ، وهو آخر المطاف في التطواف حول الحق المرام مهما كان درجات كما أن لكلّ درجات ، ثم (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) بعد (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) دليل على أن الإيمان دون الدخول في السلم ، ام هما دون كافة ، إنه معرض لخطوات الشيطان ، بل هو نفسه خطوة شيطانية.