الله قائلا : ان ربكم يقدم في تحريم الخمر ...
ثم وكيف يمكن لشرعة إلهية هي خاتمة الشرائع وقائمتها ان تترك النهي الصراح عن أخطر ما يناحرها مبدئيا وهو الخمر ، وجنونها تمنع عن واقع التكليف بالشرعة ، ويهدم أحكام الشرعة وحرماتها.
ذلك وقد يحلّق إثم الخمر ـ الكبير ـ على إثم الشرك العظيم حيث يقول
__________________
ـ (أخرجه وما في معناه في السنن الكبرى ٨ : ٢٩٩ ومحاضرات الراغب ١ : ٢١٩ وكنز العمال ٣ : ١٠٩ نقلا عن ابن أبي شيبة وكان يقول : اني رجل معجار البطن او مسعار البطن واشرب هذا النبيذ الشديد فيسهل بطني (أخرجه وما في معناه ابن أبي شيبة كما في كنز العمال ٣ : ١٠٩ وجامع مسانيد أبي حنيفة ٢ : ١٩٠ و ٢١٥).
كان يشربه طول حياته الى آخر نفس كما عن ابن ميمون : شهدت عمر حين طعن أتي بنبيذ فشربه (تاريخ الطبري ٦ : ١٥٦) وذلك لحبه الشديد للخمر وكونه اشرب الناس في الجاهلية (أخرجه ابن هشام في سيرته ١ : ٢٦٨ والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ : ٢١٤) فلم يك يترك بديلها النبيذ رغم حرمته كما في نص النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ان ما أسكر كثيره فقليله حرام (أخرجه الدارمي في سننه ٣ : ١١٣ والنسائي في سننه ٨ : ٣٠١ والبيهقي في سننه ٨ : ٢٩٦ وابو داود في سننه ٢ : ١٢٩ واحمد في مسنده ٣ : ١٦٧ والترمذي في صحيحه ١ : ٣٤٢ وابن ماجة في سننه ٢ : ٣٣٢ والبغوي في مصابيح السنة ٣ : ٦٧) والخطيب في تاريخه ٣ : ٣٢٧) وابن الأثير في جامع الأصول كما في التيسير ٢ : ١٧٣ وعشرات أمثالهم).
وقد كان عمر نفسه يحد من يشرب النبيذ كما عن الشعبي : شرب اعرابي من اداوة عمر فأغشي فحدّه عمر ثم قال : وانما حده للسكر لا للشرب (أخرجه العقد الفريد ٣ : ٤١٦ والجصاص في احكام القرآن ٢ : ٥٦٥ وحاشية سنن البيهقي لابن التركماني ٨ : ٣٠٦ وكنز العمال ٣ : ١١٠ والقاضي ابو يوسف في كتاب الآثار ٢٢٦ من طريق أبي حنيفة عن ابراهيم بن عمران الكوفي التابعي).
فنراه يشرب النبيذ على حرمته قليلة وكثيرة بنص حديث النبي ثم يحد من يسكره بكثيره فقط!!!