فقد يربح صانع الخمر وبايعه اقتصاديا ، كما ينتفع شاربها تسلية عن اضطراب في فترة السكر ، حيث يصبح كالبهيمة همّها علفها وبطنها وفرجها وشغلها تقممها ثم لا يهمها ما يهم الإنسان كإنسان ، هدما لصرح الإنسانية في هذه الفترة للنزول الى شر درك من دركات البهيمية لكي يرتاح عن عبء الأفكار والتكاليف الإنسانية! ، وأبعاد النفع نفسيا وصحيا وتجاريا كلها خاوية ، حيث التاجر للخمر قد يسكر بطبيعة الحال في شغله فيخسر طائلا من المال في تجارة الخمر ما لا يجبر بطائل تجارته مرّات عدة ، والصحة البدنية إن صدقناها في بعض الحالات ، هي اقل بكثير من إثمها الكبير ، والنفع الروحي ارتياحا عن العقلية الانسانية تخيّل في تخبّل!.
ففي دوران الأمر بين واجبين او محرمين ام واجب ومحرم يؤخذ بأكبرها في شرعة الله حفاظا عليه ، فضلا عما يدور الأمر بين الإثم الكبير ومنافع للناس بين واقعية قليلة كالاقتصادية ، وخيالية عليلة كالتسلية ، في الخمر والميسر ، كاحمرار الوجه في الخمر والتفوق علي القرين في الميسر.
وإذا كان الإثم ـ أيا كان ـ محرما كما دلت (٤٨) آية على حرمته ، مهما كان معارضا بإثم آخر إلّا أن يكون أكبر منه ، فكيف لا يكون الإثم الكبير محرما ولا تعارضه إلّا منافع للناس كالتي نعرفها من مباح لو لا الإثم أم لغو كالتسلية!.
وشرب الخمر هو اكبر الكبائر (١) لا يحل على أية حال و «ما عصي الله بشيء أشد من شرب المسكر ، ان أحدهم يدع الصلاة الفريضة ويثب على أمه وابنته وأخته وهو لا يعقل» (٢).
__________________
(١) في الكافي عن إسماعيل قال : اقبل ابو جعفر (عليهما السّلام) في المسجد الحرام فنظر اليه قوم من قريش فقالوا هذا إله اهل العراق ، فقال بعضهم : لو بعثتم اليه بعضكم ، فأتاه شاب منهم فقال : يا عم ما اكبر الكبائر؟ قال (عليه السّلام) : شرب الخمر.
(٢) المصدر عن أبي البلاد عن أحدهما (عليهما السّلام) قال : ... وفي الاحتجاج سأل زنديق أبا ـ