أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ١٨٥.
(.. كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ .. أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ» هي (شَهْرُ رَمَضانَ ...) بيانا متدرجا لأصل الصيام ووقته ومن فرض عليه أم منع عنه او خيّر فيه ، فانه عبادة صعبة ولا سيما في رمضاء الحجاز.
«شهر رمضان» شهر يسمّى في القرآن بين سائر الشهور تفضيلا له عليها لأنه منزل القرآن دونها ، وفيه فرض الصيام دونها (١).
وعلّه «إنما سمي رمضان لأن رمضان يرمض الذنوب» (٢) ويطهرها بصومه اسلاميا ، ولرمض الفصل وحرّه الذي وضع له فيه هذا الاسم قبل الإسلام ، فانه من الأسماء العربية للشهور ، فالرمض هو حر الحجارة ، والرمضاء مطر يأتي قبل الخريف يطهر وجه الأرض من الغبار ، فهو يغسل الذنوب ويحرقها ، ام ومن رمضت الفصل إذا دفعته بين حجرين ليرقّ ، وهو كذلك يرق القلوب برمض الإمساك عن المشتهيات! وقد يعني مثلث المعنى.
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١٨٤ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أظلكم شهركم هذا ـ يعني شهر رمضان ـ بمخلوف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما مر على المسلمين شهر خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شرّ لهم منه بمخلوف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان الله يكتب أجره وثوابه من قبل ان يدخل ويكتب وزره وشقاءه قبل ان يدخل وذلك ان المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق اغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنم للمؤمنين وغرم على الفاجر.
(٢) الدر المنثور ١ : ١٨٣ ـ أخرج ابن مردويه والإصبهاني في الترغيب عن انس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنما ... وفيه عن عائشة قالت قيل لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما رمضان؟ قال : «أرمض الله فيه ذنوب المؤمنين وغفر لهم ...» أقول : وهو من الرمضاء : مطر يأتي قبل الخريف يطهر وجه الأرض من الغبار.