وهل يجوز صوم غير رمضان في السفر؟ آية «على سفر» لا تحرمه لأنها خاصة بصيام رمضان ، وقد تأتي روايات بشأن حرمته ام جوازه في الهامش.
ف (أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) لا تعني صوم المسافر فرضا ، ثم هو خير في كل حال وكما يروى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث قدسي عن الله تعالى شأنه «الصوم لي وأنا أجزى به» (١) فهي في وجه لم يسم فاعلها يكون الله هو جزاء الصوم ، يعني الزلفي إليه ، وهي معلوما تعني اختصاص الجزاء ، كأن سائر الجزاء لسائر الأعمال لا تحسب جزاء بجنبه.
(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١٧٩ ـ أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصوم لي وأنا أجزى به ، وفيه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ربنا الصيام جنة يستجن بها العبد من النار وهو لي وأنا أجزى به ، واخرج البيهقي عن أيوب بن حسان الواسطي قال سمعت رجلا سأل سفيان بن عيينة فقال لي يا أبا محمد فيما يرويه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ربه عز وجل : كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لي وانا أجزى به.
أقول : وقد تكون من ميزات الصيام بين العبادات ان لا رياء فيه لأنه عبادة سلبية لا تظهر اللهم إلا لمن أظهرها ، ولكنه بطبيعة الحال لا يتحمل الرياء ، وقد رواه ابو هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله : الصيام لا رياء فيه قال الله : هو لي وأنا اجزى به يدع طعامه وشرابه من أجلي.
وفيه عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرني بعمل آخذه عنك ينفعني الله به ، قال : عليك بالصوم فانه لا مثل له ، وعن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الصيام جنة ما لم يخرقها ، قيل وبم يخرقها؟ قال : بكذب او غيبة ، وعن رجل من بني سليم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيده فقال ... والصيام نصف الصبر.