ويا للخمر من إثمها الكبير ألّا يسمح بشربها دواء كما في أحاديثنا ويصدقها الطب (١) وهي على أية حال من أضر الأضرار وأشر الأشرار في كافة الحقول الحيوية ، مما تجعل الإنسان بهيمة وحشية تضر نفسها وسواها (٢) ولقد صدق الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيما يقول عن الخمر «إنه ليس بدواء ولكنه داء» (٣).
ثم الميسر ، الذي نراه عدل الخمر ، وفي المائدة اضافة عدلين آخرين هما الأنصاب والأزلام ، إنه القمار ، إما ليسر الحصول على الأموال به ، أم وتيسير العقول والأعصاب وإراحتها عن ملتويات الحياة ، وإزاحتها عن صعوباتها ،
__________________
(١) يقول الطبيب الأمريكي (كيلوج) في كتاب له يمنع التداوي بالخمر لأن ضررها في الجسم عند التداوي اكثر من نفعها بالشفاء المؤقت لما تفعل في الأمعاء وباقي الأحشاء من الضراء ، وقد ذكر في كتاب (اليد في الطب) زهاء ثلاثين ضررا للخمر ، وذلك يطابق الحديث النبوي الشريف من ان التداوي بالخمر ضار. ويقول الدكتور هيجنبوتوم أمام الجمعية الطبية البريطانية : انا لا اعلم مرضا شفى الخمر ، وقال الدكتور ملر الإسكوتلاندي : الخمر لا يشفي شيئا وقال الدكتور جونسون الانجليزي ان الخمر ليس ضروريا البتة ليستعمل دواء وان هي إلّا اسم آخر من اسماء السموم.
(٢) يقول هنري الفرنسي في كتابه خواطر وسوانح في الإسلام : ان أحدّ سلاح يستأصل به الشرقيون وأمضى سيف يقتل به المسلمون هو الخمر وإدخالها ولقد جرّدنا هذا السلاح على اهل الجزائر فأبت شريعتهم الاسلامية ان يتجرعوه فتضاعف نسلهم ولوائهم استقبلونا كما استقبلنا قوم من منافقيهم بالتهليل والترحيب وشربوها لأصبحوا أذلاء لنا كتلك القبيلة التي تشرب خمرنا وتحملت إذلالنا.
ويقول بتنام المشرع الانجليزي : من محاسن الشريعة الإسلامية تحريم الخمر فان من شربها من ابنا افريقيا آل نسله للجنون ومن استدامها من اهل اوروبا زاغ عقله فليحرم شربها على الافريقيين وليعاقب عقابا صارما الاوروبيون ليكون العقاب مقدرا بمقدار الضرر.
(٣) صحيح مسلم مع شرح الامام النووي ص ٣٦٤ ان طارق بن سويد سأل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الخمر فنهاه او كره ان يصنعها فقال : انني اصنعها للدواء فقال الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...