(وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) تنديد بمن يستخف بضعفاء المؤمنين في اي حقل من الحقول ، ترجيحا للأغنياء عليهم ولا سيما الأغبياء غير المسلمين ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في تفضيل الفقير على الغني بمعاكسة الايمان واللاايمان : «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» (١).
(أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) مشركين كانوا ام موحدين كتابين وسواهم ما لم يكونوا مؤمنين ، فان حياة الزوجية هي اقرب حياة ازدواجية خليطة من حيث التأثير للأقوى على سواه ، والرجل بطبيعة الحال هو أقوى من المرأة ، فدعوته الى النار أشجى من دعوتها ان كانت لها دعوة ، وحتى إذا لم تكن للكافر دعوة ودعاية قولية ، فعمله وعشرته الكافرين دعوة ، وحياته بكل جنباتها دعوة ، فتتاثر
__________________
(١) المصدر اخرج البخاري وابن ماجة عن سهل بن سعد قال : مرّ رجل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال : ما تقولون في هذا؟ قالوا : حري إن خطب ان ينكح وإن شفع ان يشفع وإن قال أن يستمع قال ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال ما تقولون في هذا؟ قالوا : حري إن خطب ان لا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال لا يستمع فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
وفيه أخرج الترمذي وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد عريض.
وفيه مثله وزيادة : قالوا يا رسول الله وان كان فيه؟ قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات.
وفيه اخرج الحاكم وصححه عن معاذ الجهني ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : من أعطى لله ومنع الله وأحب لله وابغض لله فقد استكمل ايمانه.