ثم (هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) كما هي مواصفات ثلاث للقرآن ، كذلك وعلى هامشه قد تعني رمضان بصيامه ، فقد يتكفل صيامه الجانب السلبي لكلمة التوحيد ، والقرآن هو الجانب الإيجابي ، فيتجاوبان نازلا ومنزلا ، لمحة صارحة ان هدي القرآن وبيناته وفرقانه إنما تلمع وتتبلور في قلوب الصائمين ، فان ذلك النازل النور يتطلب المنزل النور ، ليصبح نورا على نور ، قرآنا في قلوب الصائمين ، وكما أنزل في قلب الرسول الطاهر الأمين ، حيث كان صائما عما سوى الله ، فأصبح جديرا ان ينزل فيه أفضل وحي الله.
القرآن طبيعته (هُدىً لِلنَّاسِ) الذين يفحصون عن هدى ، دون النسناس الهائمين في الردى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً).
ثم (وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى) لمن اهتدى حيث الهدى درجات تتدرج الى أهدى فأهدى: (الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ).
ومن ثم بينات من «الفرقان» لمن اتقى بعد ما اهتدى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) (٨ : ٢٩) وهي هداية على ضوء القرآن
__________________
ـ أنزلت صحف ابراهيم في اوّل ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وانزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.
أقول : اربع عشرين خطأ من الراوي فان ليلة القدر بين (١٩ ـ ٢١ ـ ٢٣) لأشهر تقدير في أحاديثنا
ففي نور الثقلين ١ : ١٦٦ عن الكافي عن الصادق (عليه السّلام) في حديث نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان الى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة ثم قال قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نزلت صحف ابراهيم ـ وساق الحديث السابق قائلا في آخره ـ : وانزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان.
أقول : وأحاديثنا مختلفة في تعيين ليلة القدر وثلاث وعشرين أكثرها ثم هي بين ١٩ و ٢١ وسواها.