الحلوة والود الأنيس ، والطمأنينة والثقة واليقين ، فيعيش منها المؤمن في جناب رضى وملاذ أمين بقرار مكين إلى حضرة رب العاملين.
وانه قريب برحمته ـ إجابة لسؤال ـ إلى عباده السائلين إذا دعوه بشروطها المسرودة في الذكر الحكيم ، فاتحا له خزائنه بدعائه أينما دعاه «ثم جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما اذن لك فيه من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته واستمطرت شآبيب رحمته فلا يقنطك إبطاء اجابته فان العطية على قدر النية ، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا ام آجلا ، او صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله ، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له» (١).
ألا «فأحترسوا من الله عز وجل بكثرة الذكر ، واخشوا منه بالتقى ، وتقربوا اليه بالطاعة فانه قريب مجيب» (٢).
فلا أصالة لمكان الدعاء وزمانها ، وإنما هي مكانتها أينما كانت ومن ايّ ، فهي تتمحور مثلثا كأصل هو (إِذا دَعانِ ـ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ـ وَلْيُؤْمِنُوا بِي) إذا فالإجابة تقدّر بقدر الاستجابة والإيمان ، والدعاء الخالصة الموحدة على ضوءها ومن ثم «أجيب ..» «يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي وانا معه إذا دعاني» (٣).
__________________
(١) عن نهج البلاغة عن الامام علي امير المؤمنين (عليه السّلام).
(٢) نور الثقلين ١ : ١٧١ في روضة الكافي خطبة طويلة مسندة له (عليه السّلام) يقول فيها : ...
(٣) الدر المنثور ١ : ١٩٥ ـ أخرج احمد عن أنس ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : يقول الله : ...