و «الرفث» في الأصل هو المقبوح من قول وعمل ، وهو بمناسبة النساء يختص بالأمور الأنثوية الجنسية معهن تقبيلا ولمسا ووطئا وكلاما يناسبها حالتها او قبلها ، فهي كلها محرمة في الإحرام (فَلا رَفَثَ) لمكان نفي الجنس دون اختصاص بأمر خاص.
ولكنه هنا الجماع لأنه (الرَّفَثُ إِلى) حيث الجار يوحي لمعنى الإفضاء ، ثم يعرف الحل لسائر الرفث الأنثوي بالأولوية القطعية ، فحين يحل عمل الجنس معهن ، فلتحل مقدماته بأحرى وأولى ، ولو قال «رفث نساءكم» لخيل إلينا ان الرفث ككل كان محرما ليلة الصيام ، وهو محرم الآن نهار الصيام!.
ولما ذا التعبير عن وطي النساء بالرفث وهو القبيح؟ لأنه في أصله مما يختجل منه على حلّه ، ولكنه كان محرما ليلة الصيام فاستحق قبحا شرعيا على قبحه عرفيا ، ثم أحل الرفث إخراجا عن قبحه شرعيا ، ثم لا مجال لاستقباح العرف ما احلّه الله ، ام ورجحه أحيانا وفرضه أخرى ، وحرمة الرفث الى نسائكم ـ وهي محللة مبدئيا ـ تحرّم بأحرى وأولى الرفث إلى سائر النساء ، وإلى سائر الحيوان ، وارفث من الكل واركس الرفث الى الذكران ، ومن حرمة الرفث الى نساءكم تستفاد حرمة المعاكسة بالملازمة ، فقد حرم رفث النساء إلى رجالهن.
وعلّ ترك التصريح بالعكس رعاية للحفاظ على رفث النساء ، وكما في سائر القرآن اللهم إلّا عند الضرورة الأحكامية ك (فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ).
وترك «أزواجكم» الشاملة للعكس ، إلى «نساءكم» علّه لأن (الرَّفَثُ إِلى) هو في الأغلبية الساحقة من الرجال إلى النساء ، ولا عكس إلّا قليلا ، ثم