اجابة صارحة عن هذه الهرطقة السوقية الساقطة! (١).
كما وان من الفجور علميّا ، والانجراف تفسيريا تخيل ان «من الفجر» نزلت بعد ما سقط في جارفة (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) جماعة! (٢) ويكأن الآيات كانت تنزل كلمات بعد كلمات؟ وهي مترابطات في وحدة
__________________
ـ أقول : فلا دلالة في شيء من الطائفة الثانية على بطلان الصوم ، ولا على حرمة الجماع قبيل الفجر ، فتبقى الآية دالة على حلّه ، ثم الطائفتان متعارضتان في جواز البقاء على الجنابة حتى الفجر وعدمه ، ومن البعيد جدا حمل الأخبار الاولى من طرق أصحابنا على التقية ولا سيما صحيحة الخثعمي المصرحة بتعمد بقاء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على الجنابة ، ومن البعيد نسخ السنة بالسنة هكذا فان «كان» دليل الاستمرار ولا سيما في مقام بيان الحكم ، اللهم إلّا تقية في النسخ ، ولكنها ايضا بعيدة فان بيان الحكم هكذا بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا تساعده التقية ، فالبطلان على تعمد الجنابة لا دليل عليه ، ووجوب القضاء محل تردد فالاحتياط إذا أحسن بل لا يترك.
(١) الدر المنثور ١ : ١٩٩ ـ أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم قال أتيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فعلمني الإسلام ونعت الى الصلوات الخمس كيف أصلي كل صلاة لوقتها ثم إذ جاء رمضان فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل ولم أدر ما هو ففتلت خيطين من ابيض واسود فنظرت فيهما عند الفجر فرأيتهما سواء فأتيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقلت يا رسول الله كل شيء اوصيتني قد حفظت غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما منعك يا ابن حاتم وتبسم كأنه قد علم ما فعلت ، قلت : فتلت خيطين من ابيض وأسود فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء فضحك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى رؤي نواجذه ثم قال : ألم أقل لك : من الفجر ، انما هو ضوء النهار من ظلمة الليل.
(٢) في الدر المنثور ١ : ١٩٩ عن سهل بن سعد قال : أنزلت (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ ..) ولم ينزل «من الفجر» فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما فانزل الله بعد «من الفجر» فعلموا انما يعني الليل والنهار.