كان (١) حيث البيوت هي في وجهة عامة المقاصد مادية او معنوية أماهيه ، فليس من البر ان تأتوا حاجاتكم من غير مواردها ، فأتوها من مواردها ومظان خيراتها ، فكما ان آتي البيت من ظهره هو كالآكل من قفاه كذي جنّة ، كذلك كل من يأتي حاجته من غير وجهها.
فبيت الدين يؤتى من وجهه وهو الذي وجهنا الله إياه ، فتحويل صيام رمضان الى سواه ، او الحج الى غير أشهره ، او مواقيت القمر الى غيرها أما ذا من تحويل دون دليل ، هو إتيان للبيت من ظهره.
كذلك بيت الرسالة السامية لا يؤتى من ظهره ، بل من بابه الذي عينها الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقررها بأمر الله وكما يروى عن باب مدينة العلم وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) والبيوت هي بيوت العلم (٢) ف آل محمد (صلّى الله عليه وآله
__________________
(١) في محاسن البرقي عن الباقر (عليه السّلام) في الآية قال : يعني ان يأتي ...
(٢) نور الثقلين ١ : ١٧٧ عن الاحتجاج عن امير المؤمنين (عليه السّلام) حديث طويل وفيه : ... وعنه عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند امير المؤمنين (عليه السّلام) فجاء ابن الكوا فقال : يا امير المؤمنين (عليه السّلام) قول الله عزّ وجلّ : (لَيْسَ الْبِرُّ ...) فقال : نحن البيوت أمر الله ان تؤتى أبوابها ، نحن باب الله وبيوته التي يؤتى منه فمن بايعنا وأقر بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها ومن خالفنا وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها ، ان الله عزّ وجلّ لو شاء عرف الناس نفسه حتى يعرفونه ويأتونه من بابه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه ، قال : فمن عدل عن ولايتنا وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها وانهم عن الصراط لناكبون ...
وعن الامام الباقر (عليه السّلام) من أتى آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أتى عينا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع ذلك بأن الله لو شاء لأراهم شخصه حتى يأتوه من بابه ولكن جعل آل محمد أبوابه التي يؤتى منها وذلك قوله عزّ وجلّ : وأتو البيوت من أبوابها.