المشاجرات في كتاب الله وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأصالة الكتاب وهامشية السنة.
فكما التارك لكتاب الله المقبل إلى السنة غير مؤمن بشرعة الله ولا معتصم بحبل الله جميعا ، كذلك المقبل إلى الكتاب التارك للسنة ، فهما ـ إذا ـ الأصلان الأصيلان في كل وارد وشارد من المشاجرات في كل حقولها ، دون أي مرجع آخر مختلق بين الطوائف الإسلامية شيعية وسنية اماهيه.
وهنا نرى في مثلث الإيمان سيرة (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) على صورتها ، ف (لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) تحمل «لا إله» ثم (يُحَكِّمُوكَ ... وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) تحملان «إلا الله» وهكذا نرى في واقع الكلمة التوحيدية في كافة الأقوال والأحوال والأعمال أنها تضم كلا السلب والإيجاب.
ولا تختص هذه الآية بالمنافقين الصامدين على نفاقهم ، بل هي شاملة لهم وللمنافقين الذين يطبّقون هذه الثلاث بعد تخلفات كما حصل ، وكذلك ضعفاء الإيمان المتحرجون أحيانا من حكم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
إذا فهذه الثلاث تشمل هؤلاء الثلاث دونما اختصاص بكتلة دون أخرى مهما كانوا دركات.
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) (٦٦).
(اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ـ أَوِ ـ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) هما من البليات التي نكب بها المتخلفون من اليهود ، و «لو» هنا لمحة إلى استحالة هذه البلية وأمثالها في هذه الأمة المرحومة ، وهي في نفس الوقت تنديدة شديدة بهؤلاء الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت أن (لَوْ أَنَّا كَتَبْنا ... ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) وهم الفرقة الثالثة من الذين (لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ..) و «ان من أمتي لرجالا الإيمان