وإن جرى به قدره» (١).
ف «قد ذكر لنا أن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : لا يصيب رجلا خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله أكثر» (٢) وذلك ـ فقط ـ للعصاة.
ذلك (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) لا إلها ثانيا يصيب السيئة ، ولا موكلا من الله يفعل ما يشاء ، فإنما «رسولا» يحمل رسالة الله ودلالاته بهدي النجدين حسنة وسيئة ، لا محدثا بالحسنة أو السيئة كما الله.
(وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) على ذلك الإرسال بألوهيته وكتابه وطبيعة الرسالة ، وإن الحسنة والسيئة إنما هما من عند الله مهما كانت السيئة من نفسك.
فهاتان الآيتان كالسابقة تنديدة شديدة بضعاف الإيمان والمنافقين المتقولين تلكم القولات الغائلات وكما في جماعة من أمة موسى (عليه السّلام) : (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٧ : ١٣١) فتشابهت قلوبهم وتخالطت قيلاتهم.
ومهما كانت «حسنة وسيئة» هنا ظاهرتان فيما يصيب الإنسان مما سواه من ملائمة لطبعه أو منافرة ، ولكنهما في طليق التعبير تشملان كل صادرة منه ككل واردة عليه من حسنة أو سيئة في الحق أو فيما يراه في نفسه ، وكلّ منهما ـ لفظيا ـ وصف لمحذوف معروف كالحال أو المصيبة.
والخطاب في «أصابك» مهما كان موجها إليه (صلّى الله عليه وآله
__________________
(١) فيه في كتاب التوحيد بإسناده الى زرارة قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : ...
(٢) الدر المنثور ٢ : ١٨٥ ـ أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) قال : عقوبة بذنبك يا ابن آدم قال وذكر لنا ...