و «اختلافا» (عن) حاق الحق الثابت الذي لا حول عنه ، وعن الواقع والصالح لحيوية المكلفين كأكملها ، وعن قضية الفطرة السليمة والعقلية غير الدخيلة ، وعن متطلّبات كل زمن إلى آخر زمن التكليف.
و «اختلافا» فيها «بين» السنن المسرودة فيه بتضاد أو تناقص أو تناقض ، بل هو الالتيام والالتحام التام بكل وفق ووئام.
فمادة الاختلاف بأي معنى كان وفي أي حقل من حقوله مسلوب عن القرآن بصورة مستغرقة طليقة.
وسلبية واحدة من هذه الاختلافات هي مستحيلة بالنسبة لما كان من عند غير الله مهما كان من أعلم العباقرة في أي حقل من حقول العلم والمعرفة ، فضلا عن السلبية الطليقة.
ومهما كانت الأنظار والأفكار في تفهّم معاني القرآن درجات ، ولكنها تلتقي في أظهر المظاهر القرآنية وهي ظاهرة عدم الاختلاف فيه لو أعطوا التدبر فيه حقه.
وكل ما يخيّل الى القاصرين أو المقصرين بحق القرآن من تهافت واختلاف ، إنه يذبل ويزول بالنظر السليم الى القرآن نفسه دون حاجة الى توجيهات خارجية وتكلفات.
ذلك مع أن القرآن ناظر الى كافة الحقائق جلية وخفية ، وعلى ضوء تقدم العلم نراه لا اختلاف فيه بين هذه الحقائق ولا قيد شعرة ، مما لا يستطيع على طرف منها أي عبقري!.
و (اخْتِلافاً كَثِيراً) هو لزام كلام غير الله ، فالقيد توضيحي وليس احترازيا يعني أن في القرآن اختلافا قليلا ، كلا لا قليلا ولا جليلا ، مما يؤكّد