التقيد بحال دون حال كما اللّي في الشهادة أو الإعراض عن حق الشهادة محظوران على أية حال.
فنص الآية من جهات عدة يطرد الرواية المختلقة في المنع عن الشهادة على الوالدين ، مهما أفتى بها من لا يؤصّل القرآن بل ويستأصله في الأحكام وسواها!.
وهنا يتقدم (قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) على (شُهَداءَ لِلَّهِ) حيث الشهادة الصالحة لله في كل حقولها تتطلب القوامية بالقسط ، كما هناك معاكسة التقدم لمكان أن الشهادة بالقسط تتطلب قوامية لله ، فتلك الشهادة الصالحة الكريمة هي من خلفيات القوامية لله بالقسط.
والقسط هو فضل فوق العدل ، وقد فرضه الله تعالى في القوامية والشهادة لله ، وهما من قضايا الإيمان الصالح.
ثم (شُهَداءَ لِلَّهِ) هنا كما (شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) هناك هي الشهادة بأمر الله لوجه الله ، وقد تعم تلقي الشهادة لله وإلقاءها لله ، شهادة طليقة لحضرة الربوبية دونما رعاية إلّا حق الله لا سواه ، ولا يعارض حقّ الله حقّ أحد سواه فضلا عن باطله أن تترك تلقي الشهادة وإلقاءها لنفسك أو الوالدين.
إذا ف (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) حالكونكم (شُهَداءَ لِلَّهِ) كما في سائر الحالات(١).
(وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا يبرّر ترك الشهادة لله أن المشهود عليه أوله غني يستفاد منه أو فقير يستفيد ، والشهادة تمنع تلك الفائدة عن الغني أو للفقير ف «إن يكن» المشهود
__________________
(١) نصب «شهداء» اما على الحالية أو الوصفية ل «قوامين» أم هي خبر ثان ل «كونوا».