نفسه أو الوالدين والأقربين تقديم للنفس ومن يتعلق بها على الله وذلك إشراك بالله أو إلحاد في الله ومشاقة في دين الله.
وترك الشهادة الحقة على الوالدين خوفة عن عقوقهما إيجاب لعقوق الله وحطم لحقوقه ، وهل الوالدان إلهان من دون الله حتى تراعيهما في التخلف عن شهادة الله تقديما لهما على الله؟ (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) أن تقدّم خلق الله على الله!.
أجل وإن القوامية بالقسط شهادة لله لا سواه أمانة كبرى في كل حال ومجال ، يتساوى في حق الشهادة له أو عليه المؤمن وسواه والقوي والضعيف ، الغني والفقير ، العدو والصديق ، حيث الشهادة حسبة لله وتعامل مع الملابسات المحيطة بكل عناصر القضية ، تجردا عن كل تميل أو هوى أو مصلحية إلا رعاية حق الشهادة لله (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) أو التعطّف على قوم (عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) في الشهادة «اعدلوا» على أية حال لكم أو عليكم ، لعدوكم على حبيبكم أماذا (هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) وليسود العدل والتقوى كل مجالات الحياة وجلواتها.
ذلك رغم صعوبة المزاولة لحق الشهادة عمليا ، فإن إدراكها مرّ ومحاولتها فضلا عن مزاولتها أمرّ ، ولكن المنهج الإيماني يجنّد النفوس المؤمنة أن تخوض
__________________
ـ أقول : وهذه حقيقة ينبغي أن تتنبه إليها الذين يؤخذون بالتشكيلات القضائية التي جرت وبالإجراءات القضائية التي استحدثت ، وبالأنظمة والأوضاع القضائية التي نمت وربت فتعقدت ، فيحسبون أن هذا كله أحرى بتحقيق العدالة وأضمن مما كانت في تلك الإجراءات البسيطة في تلك الفترة الفريدة في تلك القرون الخالية البعيدة ، وان الأمور اليوم أضبط وأحكم مما كانت على صورتها البسيطة.
وليس معنا هذا أن نلغي التنظيمات القضائية الجديدة ولكن معناه أن نعرف أن القيمة ليست للتنظيمات ولكن للروح التي وراءها أيا كان شكلها وحجمها وزمانها ومكانها.