وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): ما من مؤمن ذكر أو أنثى ، حرّ أو مملوك إلا ولله عليه حق واجب أن يتعلم من القرآن ويتفقه فيه ثم قرأ : (وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (٣ : ٧٩) (١).
فلا تحصل الربانية العلمية والتربوية إلّا على ضوء دراسة الكتاب وتعليمه وكما قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظل يوم الحرور والهدي يوم الضلالة فادرسوا القرآن فإنه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان» (٢).
وقال : «حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله ، الملبسون نور الله ، المعلمون كلام الله ، من عاداهم فقد عادى الله ومن والاهم فقد والى الله» (٣).
ذلك وهؤلاء ممن يكون «القرآن حديثه» (٤) و «شعاره» (٥) و «لا يعذب الله قلبا وعى القرآن» (٦) وقد كان كلام الامام الرضا (عليه السلام) كله وجوابه وتمثله انتزاعات من القرآن (٧).
__________________
(١ ، ٢). المصدر ، أبو الفتوح الرازي في تفسير عن عبد الله بن عباس عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعن معاذ بن جبل عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم.
(٣). المصدر ٢٥ عن تفسير أبي الفتوح الرازي.
(٤). المصدر ٣٠ في رواية جامع الأخبار :
(٥) المصدر ٢٩ قوله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أولئك قوم اتخذوا مساجد الله بساطا والقرآن شعارا.»
(٦) المصدر ٣٥ ـ أمالي ابن الشيخ بسند متصل عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : وفيه عن جامع الأخبار للصدوق عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم): اقرءوا القرآن واستظهروه فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعن القرآن.
(٧) المصدر ٦٧ عن العيون ٢ : ١٨٠ عن إبراهيم بن العباس يقول : ما رأيت الرضا (عليه السلام) يسأل عن شيء قط إلا علم ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الأول إلى وقته وعصره ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب فيه ، وكان كلامه كله.