عمليا ، وكما يندّد بهم فيما أوحي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) (١).
وهؤلاء هم المعنيون من خطاب علي (عليه السلام) العتاب : «أريد اداويكم وأنتم دائي ، كناقش الشوكة بالشوكة وهو يعلم أن ضلعها معها ، اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي ، وكلت النزعة بأشطان الركي» (الخطبة ١٢٠).
أجل (قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ) هي القرآن نفسه ، دون حاجة له إلى بصائر أخرى تفسره ، ف «فيه الحجة والنور والبرهان ، كلام الله غض جديد طري شاهد ، وحكم عادل ، قائد بحلاله وحرامه ، بصير به ، قاض به ، مضموم فيه ، يقوم غدا فيحاج أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط» (٢) و «القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده» (٣).
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ١٥٥ ـ أخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطاب قال : أتاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأنا أعرف الحزن في وجهه فأخذ بلحيتي فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) من قوله : أتاني جبرئيل آنفا فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) قلت : أجل فإنا لله وإنا إليه راجعون فمم ذاك يا جبرئيل؟ فقال : إن أمتك مفتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير ، قلت : فتنة كفر أو فتنة ضلالة؟ قال : كل ذلك سيكون ، قلت : ومن أين ذاك وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال : بكتاب الله يضلّون وأوّل ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم ، يمنع الأمراء الناس حقوقهم فلا يعطونها فيقتتلون ، وتتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا تقصرون ، قلت : يا جبرئيل! فبم يسلم من سلم منهم؟ قال : بالكف والصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه.
(٢) جامع أحاديث الشيعة للمغفور له استاذنا الأقدم في الفقه السيد البروجردي ، ج ١٥ : ٧ ، السيد علي بن طاووس في الطرف عن كتاب الوصية لأبي ضرير عيسى بن المستفاد من أصحاب الكاظم (عليه السلام) عنه عن أبيه (عليهما السلام) في حديث أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال للأنصار أيام وفاته فيما أوصى به إليهم : كتاب الله وأهل بيتي ، فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة.
(٣). المصدر عن المجمع ١٥ ج ١ ـ أنس بن مالك عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ..