ولقد باهي الله جبريل وميكائيل بتضحية علي (عليه السلام) ليلة المبيت في الأخوة المحمدية العلوية (عليهما السلام) (١) وقد يروى عنه
__________________
ـ من قطيعة وظلم وتركت «باسمك النهم» ونزل جبرئيل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بذلك فأخبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أبا طالب فقام أبو طالب ولبس ثيابه ثم مشى حتى دخل المسجد على قريش وهم مجتمعون فيه فلما أبصروه قالوا : قد ضجر أبو طالب وجاء الآن ليسلّم ابن أخيه فدنا منهم وسلم عليهم فقاموا إليه وعظّموه وقالوا : قد علمنا يا أبا طالب إنك أردت مواصلتنا والرجوع إلى جماعتنا وأن تسلّم ابن أخيك إلينا ، قال : والله ما جئت لهذا ولكن ابن أخي أخبرني ولم يكذبني أن الله تعالى أخبره أنه بعث على صحيفتكم القاطعة دابة الأرض فلحست جميع ما فيها من قطيعة رحم وظلم وجور وترك اسم الله فابعثوا إلى صحيفتكم فإن كان حقا فاتقوا الله وارجعوا عما أنتم عليه من الظلم والجور وقطيعة الرحم وإن كان باطلا دفعته إليكم فإن شئتم قتلتموه وإن شئتم استحييتموه فبعثوا إلى الصحيفة وأنزلوها من الكعبة وعليها أربعون خاتما فلما أتوا بها نظر كل رجل منهم إلى خاتمه ثم فكّوها فإذا ليس فيها حرف واحد إلا «باسمك اللهم» فقال لهم أبو طالب : يا قوم اتقوا الله وكفوا عما أنتم عليه فتفرق القوم ولم يتكلم أحد ورجع أبو طالب إلى الشعب.
في بحار الأنوار ١٩ : ٣٩ روى انهم ضربوا عليا وحبسوه ساعة ثم تركوه وأورد الغزالي في إحياء العلوم أن ليلة بات علي بن أبي طالب (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بحياته؟ فاختار كل منهما الحياة وأحباها فأوحى الله تعالى إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب (عليه السلام) آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخّ بخّ من مثلك يا بن أبي طالب؟ يباهي الله بك الملائكة فأنزل الله عزّ وجلّ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ).
(١) وفيه ٤٦ ك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في جواب اليهودي الذي سأل عما فيه من علامات الأوصياء فقال فيما قال : وأما الثانية يا أخا اليهود فإن قريشا لم تزل تخيل الآراء وتعمل الحيل في قتل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك يوم الدار : دار الندوة ، وإبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف فلم تزل تضرب أمرها ظهرا لبطن حتى اجتمعت آراءها على أن ينتدب من كل فخذ من قريش رجل ثم يأخذ كل رجل منهم سيفه ثم يأتي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو نائم على فراشه فيضربونه جميعا بأسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلوه فإذا قتلوه منعت قريش ـ