والذين معه في شعب أبي طالب (١) وأخرى إلى إثباته أو قتله أو إخراجه ثم اجتمعوا على قتله.
__________________
(١) بحار الأنوار ١٩ : ١ ـ ٤ ص : اجتمعت قريش في دار الندوة وكتبوا صحيفة بينهم ألا يواكلوا بني هاشم ولا يكلموهم ولا يبايعوهم ولا يزوجوهم ولا يتزوجوا إليهم ولا يحضروا معهم حتى يدفعوا إليهم محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيقتلونه وإنهم يد واحدة على محمد يقتلونه غيلة أو صراحا ، فلما بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخلوا الشعب وكانوا أربعين رجلا فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم والركن والمقام إن شاكت محمدا شوكة لاثبتن عليكم يا بني هاشم وحصن الشعب وكان يحرسه بالليل والنهار فإذا جاء الليل يقوم بالسيف عليه ورسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مضطجع ثم يقيمه ويضجعه في موضع آخر فلا يزال الليل كله هكذا ويوكّل ولده وولد أخيه به يحرسونه بالنهار فأصابهم الجهد وكان من دخل مكة من العرب لا يجسر أن يبيع من بني هاشم شيئا ومن باع منهم شيئا انتهبوا ماله ، وكان أبو جهل والعاص بن وائل السهمي والنضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط يخرجون إلى الطرقات التي تدخل مكة من رأوه معه مرة نهوه أن يبيع من بني هاشم شيئا ويحذرون إن باع شيئا منهم أن ينهبوا ماله وكانت خديجة رضي الله عنها لها مال كثير فأنفقته على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الشعب ، ولم يدخل في حلف الصحيفة مطعم بن عدي بن نوفل ابن عبد المطلب بن عبد مناف وقال : هذا ظلم وختموا الصحيفة بأربعين خاتما ختمها كل رجل من رؤساء قريش بخاتمه وعلقوها في الكعبة وتابعهم على ذلك أبو لهب وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يخرج في كل موسم فيدور على قبائل العرب فيقول لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربكم وثوابكم الجنة على الله وأبو لهب في أثره فيقول : لا تقبلوا منه فإنه ابن أخي وهو كذاب ساحر ، فلم يزل هذا حالهم وبقوا في الشعب أربع سنين لا يأمنون إلا من موسم إلى موسم ولا يشترون ولا يبايعون إلا في الموسم وكان يقوم بمكة موسمان في كل سنة : موسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة فكان إذا اجتمعت المواسم تخرج بنو هاشم من الشعب فيشترون ويبيعون ثم لا يجسر أحد منهم أن يخرج إلى الموسم الثاني وأصابهم الجهد وجاعوا وبعث قريش إلى أبي طالب قصيدته اللّامية فلما سمعوا هذه القصيدة أيسوا منه وكان أبو العاص بن الربيع ـ وهو ختن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ـ يأتي بالعير بالليل عليها البر والتمر إلى باب الشعب ثم يصبح بها فتدخل الشعب فيأكله بنو هاشم وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : لقد صاهرنا أبو العاص فأحمدنا صهره ، لقد كان يعمد إلى العير ونحن في الحصار فيرسلها في الشعب ليلا ولما أتى على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الشعب أربع سنين بعث الله على صحيفتهم القاطعة دابة الأرض فلحست جمع ما فيها ـ