وترى حين لا يتمكن رسول الهدى (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يؤلف بين قلوبهم وهم مؤمنون ولو بأن ينفق ما في الأرض جميعا ، فما هو دور المؤلفة قلوبهم في حقل الزكوة؟
الجمع هنا أن ليس الإنفاق بالذي يؤلف بين القلوب إن لم يشأ الله ، ثم الله يؤلف بين القلوب بمؤلفات ومنها الزكاة.
ثم هنا التأليف بين قلوب المؤمنين وهناك تأليف قلوب الكافرين إلى الإيمان ، فالمؤلفة قلوبهم إلى الإيمان هم الذين تكمكت الدعوة الصالحة لهم إلى الإيمان ، ثم تزوّد جاذبية الدعوة بذلك الإنفاق فيؤلّفون إلى الإيمان بإذن الله.
ف (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) إلى الإيمان هم الذين ألفت قلوبهم قبل الإنفاق ، ثم يكمل للدخول في ربع الإيمان بالإنفاق.
وأما المؤمنون المختلفون فقد يؤلف بين قلوبهم بما يريد الله وبصالح الدعوة الرسالية.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ