رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١) ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢)
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (٩٣) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ)(٩٤).
أترى ما هو (بِقَمِيصِي هذا)؟ أهو الذي جاؤا عليه بدم كذب؟ وقد جاؤا عليه وما رجعوه لأنهم ما عرفوه حتى عرّفهم نفسه! إذا فهو قميص آخر علّه كان شعاره ، وهم جاؤا على قميصه الدثار بدم كذب!
ومن ثم ترى كيف يجد ريح يوسف من قميصه لمّا فصلت العير ، وبينهما زهاء ثمانين فرسخا؟ وكيف يرتد بصيرا بعد ما كان ضريرا لمّا يلقى على وجهه؟ إنهما من عجاب أمر النبيين الكريمين ولا عجب ، فإنهما اتقيا الله وصبرا لله وأن الله لا يضيع اجر المحسنين.
(بِقَمِيصِي هذا) في هذه الإضافة المشرّفة دليل على أن القميص اكتسب منه ما اكتسب ، مهما كان له سابق فضل وسابغة أن نزل به