عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠) لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١١١)
(وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)(١٠٤).
هذه هي الشيمة الشنيعة لأكثر الناس لأنهم لا يحنون إلى ايمان ، حال أنك (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) فكيف لو سألتهم من أجر على أعباء الرسالة الذكرى ، ولو كانوا يحبونها لكانوا يقبلون إليها ويقبلونها ولو بأجر مهما بلغ به الأمر.
وقد كان رسول الهدى (صلى الله عليه وآله وسلم) حريصا على هداهم منذ البداية حتى أشار له الوحي الحبيب : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ) (١٦ : ٣٧) مع العلم أنه لا يضل إلّا من يضل على عمد : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) فانحصر حرصه في المؤمنين وانحسر عن الكافرين الذين أضلهم الله بما ضلوا : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٩ : ١٢٨).
وعلّ «لو» في آيتنا تشير إلى أنه لن يحرص بعد على هدى أكثر الناس رغم حبه هداهم ، فيسلّيه الوحي الحنون : «وما أكثر الناس ولو حرصت