والشرك في لفظة القول هكذا ، ام في نية الرئاء ام في المعصية ، إنها «شرك لا يبلغ به الكفر» (١).
ولكنما الشرك في العبادة ، أن يعبد معه سواه ، أو يعبد بديله سواه ، هو الكفر في الشرك وهو أنحس دركات الشرك ، ومن ثم الإشراك به في سائر شئون الألوهية ، فلأنه تعالى: «له الملك» لا سواه إلّا من ملكه إياه فمن ملك او ترأس شأنا من شئون العباد دونما صلاحية وانطباقه لشرعة الله فقد أشرك بالله في ملكه!
ولأنه «له الحكم» في شرعة وتقنين وقضاء ، فالشارع شرعة من دون الله ، والمقنن قانونا دون حكم الله ، والقاضي بحكم ليس من حكم الله ، كل أولاء مشركون فيما يختص بالله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (٥ : ٤٤) ـ
ولأن الرسالة والإمامة بعد الرسول من المناصب الخاصة بانتصاب الله ، فدعوى الرسالة او الإمامة أو انتخاب الإمام بشورى وسواها ، كل ذلك إشراك بالله ما لم ينزل به سلطانا ، كذلك ـ ومن بعد ذلك احتلال منصب الفتوى لمن ليس من أهلها أم في العلماء من هو أعلم منه أو أحرى ، وكذلك الدعاية له ، إنه شرك على علم إن كان على علم ، أم شرك على جهالة قاصرة او مقصرة.
وعلى أية حال فكل فكرة أو نية او عقيدة أو عملية أو حركة أو سكون أماهيه ليس بأمر الله أو سماحه أو مرضاته ، كل هذه إشراك بالله سواه ، سواء أكان هو نفسك أم سواك! : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ
__________________
(١) المصدر ج ٣٣٢ في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) عن قول الله (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) قال شرك لا يبلغ به الكفر.