ومن ثم (وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) علّة سلطته الزمنية إضافة.
الروحية حتى يتمكن من تمكين الدين وفي جو الفراعنة المتخلف عن الدين ، أماهيه من إتمام النعمة وكما أتمها الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بفتح مكة.
ويا له ترتيبا رتيبا في واقعه : اجتباء للرسالة ، ثم تعليما من تأويل الأحاديث كمنفد منقذ عن السجن ، ثم (يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) بسلطة زمنية (كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ) أتمها من قبل ـ على أبويك من قبل ، فلست بدعا ممن أتم الله نعمته عليه (إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(٦).
والنعمة هي الحالة الحسنة بخلاف النعمة ، فانها السيئة : (ذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) (٧٣ : ١١) والمادة في الحالتين واحدة من علم او سلطة او مال وبنين امّا هيه من وسائل الحياة ، فإذا استخدمت في طريق السعادة ، فهي نعمة ، ام في طريق الشقاوة فهي نقمة ونعمة
و «نعمة» هنا هي الخاصة بالمرسلين من عصمة أمّاهيه ، فإتمامها هو بروزها تطبيقا لشرعة الله في واقع الحياة في دولة الحق على دويلات الباطل ، التي هي ويلات على الحق!.
وكأن تعليم الأحاديث هو من خلفيات الاجتباء فانه إخلاص واصطفاء ، وكلما كان الإنسان أخلص لله وأصفى كان علمه بتأويل الأحاديث اكثر وأوفى ، فليكن ابراهيم وإسحاق ويعقوب ممن علّمه من تاويل الأحاديث : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) (٣٨ : ٤٦) وقد أوّل يعقوب أوّل ما رأى يوسف من الرؤيا فكان كما أوّل دون أية ليت او لعل ، ثم وإتمام النعمة له صورة شتى تعم السلطة الزمنية كما في يوسف وداود وسليمان ومحمد (صلى الله عليه وآله