عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٢ : ٤٨).
ام تزر إبطالا لعقوبته عن الاخرى وعن نفسها ، وهذا غفران دون سبب وليس الغفران بسببه ايضا إلا لله «وهل يغفر الذنوب إلا الله» ثم وليس هذا حملا لحمل اخرى!
(... وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً).
ترى ما هو العذاب المنوط ببعث الرسول؟ وهل إن بعثه دون وصول بلاغه كاف في استحقاق العذاب؟
هل يعني هذا العذاب مطلق العذاب ، حتى المستحق بالتخلف عن وحي الفطرة والعقل ، او عن وحي الشعور لغير ذوي العقول؟ وإن عذاب ربك لواقع في اي تخلف! ف (ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٦ : ٣٦) ولا يعني حشرهم الى ربهم إلا جمعهم اجمع الى ربوبية الجزاء الثواب او العقاب ، لا سيما في العصيانات الظالمة الفاحشة ، فالله أعدل من ان يترك الظالم ولا يأخذه لا في الدنيا ولا في الآخرة (١) : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٥٩٢ عن الفقيه ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ابصر ناقة معقولة وعليها جهازها فقال : اين صاحبها؟ مروة فليستعد للخصومة.
وفي المجمع عن أبي ذر قال : بينا انا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا انتطحت عنزان فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أتدرون فيما انتطحا ، فقالوا : لا ندري قال : ولكن الله يدري وسيقضي بينهما.
وعن الكافي باسناده الى الكلبي النسابة قال قلت لجعفر بن محمد (عليه السلام) ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ثم قال : إذا كان يوم القيامة ورد الله كل شيء الى شيئه ورد الجلد الى الغنم فترى اصحاب المسح اين يذهب وضوءهم!