فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً) (٤ : ٩٩).
فالرسالة غير البالغة الى المكلفين دون تقصير منهم ، او البالغة الى غير البالغين كالمجانين ثم البله ثم المستضعفين القاصرين ، هذه الرسالة لا تحتم أي عذاب في نطاقها وكما لا تجوزه خلافا لما يروى (١).
كما وان البيان الرسالي كلما ازداد إزداد تحتم العقاب وقدره ، كالحاضرين بلاغ الرسالة ، والذين منحوا عقلا او علما زائدا «فإنما يداق الله العباد يوم القيامة على قدر عقولهم» (٢) : وعيهم للبلاغ ثم ويعاكسه كلما نقص البيان الرسالي او انتقصه المرسل إليهم قصورا ، كالغائبين البعيدين عن بلاغ الرسالة ، والذين لم يمنحوا عقلا راجحا او علما زائدا ،
__________________
(١) في الدر المنثور ٤ : ١٦٨ باسناده عن الأسود بن سريع ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : اربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفطرة ، فأما الأصم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما اسمع شيئا واما الأحمق فيقول : رب جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر واما الهرم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما اعقل شيئا واما الذي مات في الفطرة فيقول : رب ما اتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطعنه ويرسل إليهم رسولا ان ادخلوا النار قال : فو الذي نفس محمد بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما ومن لم يدخلها اسحب إليها.
وفيه عن انس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يؤتى يوم القيامة باربعة بالمولود والمعتوه ومن مات في الفطرة والشيخ الهرم الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعتق من جهنم ابرزي ويقول لهم كنت ابعث عبادي رسلا من أنفسهم واني رسول نفسي إليكم فيقول لهم : ادخلوا هذه ، فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أندخلها ومنها كنا نفر ، قال : واما من كتب له السعادة فيمضي فيقتحم فيها فيقول الرب قد عانيتموني فعصيتموني فأنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار.
(٢) الكافي باب العقل والجهل عن الإمام الصادق (عليه السلام).