في حالة واحدة؟ فلم يحر جوابا» (١).
٢ ـ وترى ما هو الأمر هنا؟ وبماذا؟ ولماذا يخص مترفيها؟ : فان كان هناك شرع عم المترفين وسواهم وإلا فلا أمر شرعيا للمترفين؟! الأمر هنا كما في أضرابه تشريعي لا تكويني كما يهرفه من لا يعرف مواضيع الكلام (٢) وهو أمر بالتقوى وترك الطغوى للمترفين (فَفَسَقُوا فِيها) : خرجوا عن الطاعة وخالفوا أمرنا ، فالنص «أمرنا ففسقوا» لا «أمرناهم بالفسق ففسقوا» وفسق الأمر هو عصيانه والتخلف عنه ، و (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ...) (١٦ : ٩٠) (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٧ : ٢٩) فإنما ذلكم الشيطان (يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٢ : ١٦٩) وما اقبحه واهرفه فرية على الرحمان بما يأمر به الشيطان (٣)! وثم إذا كان أمرا بالفسق ـ عوذا بالله ـ فليكن تطبيقه طاعة تستحق الثواب ، فلما ذا (فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً)؟ إذا فليس إلا فسقا عن أمر هام يتطلب هكذا تدمير!.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٤٥ في عيون اخبار الرضا في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي بعد كلام طول قال الرضا (عليه السلام) : ...
(٢) في امر التكوين تسييرا إجبار بالفسق وما أظلمه إذا تعذيب المترفين بفسق اضطرهم الله فيه ، وامره تخييرا وهو الاذن في حصول الفسق كجزء أخير للعلة التامة الحاصل بعد ما قدم المختار كل اختياراته في عملية الفسق ، هذا وان كان صحيحا في نفسه ولكنه هنا لا يصح حيث يعم الفساق مترفين وسواهم دون اختصاص بالمترفين.
(٣) وكيف يأمر الله بالفسق ، وثم إذا أطيع في امر الفسق يدمر ، وما ربك بظلام للعبيد.