والأفعال والصفات ، واحمد هو الثاني ، واين أول من ثان بون بين الوجوب وأرقى الإمكان :
ز احمد تا أحد يك ميم فرقست |
|
همه عالم در آن يك ميم غرقست |
وما هو موقف الباء في «بعبده» بعد أن «أسرى» متعد بالإفعال؟ هل إنها المزينة؟ ولا تعرف إلا في خبر ليس! أم لتأكيد التعدية أن سرى عبده انما هي منه تعالى تماما لا ومن عبده؟ ولا يعهد هكذا تأكيد! وآياتها الاخرى في إسراء لوط باهله وموسى بقومه لا يناسبها تأكيد! أم ان مفعولها الأول محذوف كالذي عرج به كسفينته الفضائية «البراق» والذي صاحبه كجبريل (١) إذا فما هو المفعول الأول في نظيرتها (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ... أَسْرِ بِعِبادِي ...) ولا يناسبها محذوف في لوط وموسى! ام إن سرى واسرى بمعنى وهما متلازمتان (٢) مع الفرق أن أسرى لأول الليل وسرى لآخره (٣) وقد كان سرى الرسول في الثلث الأوّل من الليل؟ ـ احتمالات : اخرها أولها وأولها آخرها وبينهما متوسطات.
ولماذا «بعبده» دون «محمد» او «رسوله ـ نبيه»؟
عله لأن «محمدا» دون وصف العبودية او الرسالة لا يحمل ما يتحمل هكذا معراج ، ولا يذكر حين يذكر إلا للتعريف الاسمي بالرسول النبي.
ثم هذا العروج لم يكن رحلة رسالية ، وإنما عبودية تتبنّى كما له في نفسه حيث (دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ... لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ...) فالرحلة من الرب الى الخلق رسالة ، ومن الخلق الى الرب تكملة العبودية في ذاته لتكميل الرسالة.
__________________
(١) كما عن ابن عطية ـ
(٢) ـ كما عن أبي عبيدة ـ
(٣) ـ وقال الليث : اسرى لاول الليل وسرى لآخره.