الألوهية كما التبس في العقائد المسيحية.
وأخيرا «عبده» توحي بأن هذه السرى كانت بجزئيه : روحه وجسمه ، دون تقسم فلم يقل بروح عبده او بجسمه حتى يهرفه الهارفون ويخرفه الخارفون : ان المعراج كان روحيا ، او برزخيا في رؤياه ام ماذا؟ وإنما «بعبده» فصاحب المعراج هنا «عبده» وفي النجم «صاحبكم» (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) وفي التكوير هو رسول كريم : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ. مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ. وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ. وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ)(٢٣).
أترى بعد ان «صاحبكم» «عبده» «رسول» هي فقط روحه ، وهو ما صاحبنا ـ فقط ـ بروحه ، وما رسالته ـ فقط ـ في روحه ، وما عبوديته ـ فقط ـ بروحه ، ان هذه إلا هرطقة هراء والله منها براء ـ ف «سبحانه سبحانه سبحانه من قيلات هي ويلات على الحق المبين فأين ـ تذهبون (١) ـ
ولماذا «ليلا» لا نهارا ، ام مزدوجا ، والنهار أبين للناظرين وأبعد إنكارا للناكرين؟ عله لأن الليل هنا كان نهارا هناك ولكي يرى من آيات ربه وضح النهار ، أم عله لأن الليل أهدء وأوقع لسرى المعراج ، وناشئته
__________________
(١) وما في دعاء الندبة «وعرجت بروحه» غلط من الناقل والمنقول عنه والصحيح «وعرجت به» كما في نسخة ثانية جعلها المحدث القمي فرعا ، والفرع أصلا. فأصله لا اصل له وفرعه هو الأصل! وقد يشبه أصله ما يروى عن عائشة «ما فقدت جسد رسول الله ولكن أسري بروحه» كما في الدر المنثور عنها ـ فقد كذبت مرتين : ان الاسراء كانت قبل ان يتزوجها بزمان فانها قبل الهجرة بسنة وزواجها بعدها بزمان ، وان الاسراء كان من المسجد الحرام لا بيت عائشة ام اي بيت ، ثم وأحاديثنا متظافرة بالمعراج الجسماني والروحاني معا دون تبعيض (راجع ج ٢٦ ـ ٢٣ ـ الفرقان ص ٤١٤ ـ ٤١٥ وقد وافق عائشته زميلها معاوية في نكران المعراج الجسماني ومعاوية كان يومئذ كافرا.