هي (أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) (٧٣ : ٦) وأية ناشئة طوال حياته (صلّى الله عليه وآله وسلّم» انشأ وانشط من ناشئة المعراج فلتكن ليلا ، ولا يحول الليل ولا أليل منه ظلمة دون رؤيته آيات ربه الكبرى بما أراه الله.
والسرى المعراجية تتبنى عروج الرسول الى أعلى الآفاق المعرفية ، قبل ان تتبنى اعجازها ، ولم يكن عروجه الى عمق الفضاء بالسرعة ما فوق الضوئية او علها الجاذبية التي تفوق الزمان لم يكن بالذي يرى فيصدق بما يرى ، اللهم الا بما خبرهم بما رآه في سراه ما فوق الأرضية الى القدس من عير ام ماذا (١) فقد كان سرى الرسول سرى سريّا سريّا إلا فيما انبأ به ربه بما أنبأ والله اعلم بسراه.
ثم «ليلا» توحي بوحدة المعراج اللهم الا ان يهرف بتكراره في نفس الليلة ولم يخلد بخلد قط ، فالروايات الناقلة لتكراره تؤول او تطرح (٢) وروحه القدسية كانت عارجة دوما الى مقام قاب قوسين او ادنى
__________________
(١) في روضة الكافي باسناده عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : لما أسري برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أصبح فقعد فحدثهم بذلك فقالوا له : صف لنا بيت المقدس ، قال : فوصف لهم وانما دخله ليلا فاشتبه عليه النعت فأتاه جبرئيل فقال : انظر هاهنا فنظر الى البيت فوصفه وهو ينظر اليه ثم نعت ما كان من عير لهم فيما بينهم وبين الشام ثم قال : هذه عير بني فلان يقدم مع طلوع الشمس يتقدمها جمل أورق او احمر ، قال : وبعثت قريش رجلا على فرس ليردها ، قال : وبلغ مع طلوع الشمس ، قال قرطة بن عبد عمرو : يا لهفا ان لا أكون لك جذعا حين تزعم انك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك» (نور الثقلين ٣ : ١٠٢).
(٢) كما أورده القمي عن محمد بن الحسن الصفار باسناده عن أبي عبد الله (عليا السلام) قال : عرج بالنبي مائة وعشرين مرة ...» أقول : وعلها إلّا واحدة عروج روحي له (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد كانت حياته بهذا المعنى معارج. وفي الكافي باسناده الى علي بن أبي حمزة قال : سئل ابو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) ـ