شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢ : ٢١١) تبديلا الى غير نعمة او الى كفر ونقمة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ. جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ) (١٤ : ٢٨).
ولأن «الشيطان كان لربه كفورا» فهؤلاء المبذرون (كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) في كفرانهم بنعم الله هدرا لها او صرفا في غير حلها.».
إذا فالتبذير في دولة او دولة ، في نفس او نفيس ، في علم ام ماذا من نعم الله تعالى كل ذلك كفران بنعمة الرب فإخوة للشياطين فتولية الأمر لمن لا يستحق تبذير ، وتوليته فوق ما يستحق إسراف ، كما أنها دون استحقاقه ظلم ، وكذلك كل امر له مثلث القصور والتقصير والتبذير.
ليس التبذير ـ بطبيعة الحال ـ إلا فيما يؤتيه المبذر ، وكما الآية تفتتح بالإيتاء ، ولا يخص كما سلف إيتاء المال كما الإيتاء في الآية لا يخصه ، فقد يشمل التبذير نفس الإنسان ونفائسه من علم او منصب ام ماذا ، فتعليمك علوم الدين زائدا على استحقاق المتعلم إسراف وإذا هو يصرفه في الضلال او لا ينتفع به ولا ينفع فتبذير.
فمن يحضر خط النار في جهاد الكفار ليس له تبذير نفسه او نفره او سلاحه ام اية طاقة من الطاقات الحربية ، ان يعرضها للهدر دونما مقابل ، او مقابل أقل منها وأدنى ، فهذا إسراف وذلك تبذير ، ان تستأصل منك طاقة هدرا في الحرب دون استئصال من عدوك.
فجهادك دون استعداد وجاه العدو ، أم في تهاون فيك وذويك أمام العدو ، ام تعرضك لجرح ام قتل دون الزام أم ماذا من حرب غير مكافحة ، إنه لا يخلو عن إسراف أو تبذير.